وداعاً حبيبتى الكاذبه ( قصه قصيره )

عضوة جديدة تاريخ التسجيل : 04/11/2009

انتهى سامح من عمله الحكومى ، واتجه إلى النادى

الاجتماعى ؛ ليحتسىَ هناك القهوه ، وجلسَ تحت شجرةٍ

التوت الجميله ؛ يراقب حركاتِ القوارب السياحيه التى

تحملُ الأوربيين الذين جاءوا مصر شتاءً يستمتعون بجوها

المعتدل ، وينظرُ إلى الطيور التى نزلتْ تشربُ آمنه فى مياه

نهر النيل ، ثم فتحَ الجريده يقرأ ما بها من أخبارٍ، وبجواره

كانتْ تجلسُ فتاه جميله ذات عيونٍ بنيه ، ووجهٍ أبيض

مُشرَّب ببعض الحمره ، ثم كلّمتْ أمَّها على المحمول ، وأنَّها

سترجعُ البيت بعد ساعه ، وظلتْ تتبادلُ نظرات الإعجاب

مع سامح ، وما لبثتْ أنْ طلبتْ منه الجريده كمبرر للكلام

معه ، وبعد دقائق أعادتْ اليه جريدته وبادرته:

شكرا يا أستاذ ..لم أجد ما أبحث عنه...

فرد سامح: هل كنتِ تبحثين عن أخبار الموضه ؟ ..

فردت: لا...لقد كنتُ أبحثُ عن وظيفه خاليه ؛ لأننى

تخرجتُ من الجامعه منذ سنتين ، ولا أجدُ عملاً مناسباً

لتخصصى فى الجيولوجيا...

فقال سامح وقد وجد للحديث مبرراً: تفضلى بالجلوس فربما

ساعدتكِ، فأنا سامح موظف كبير بإحدى الشركات الحكوميه
ووصلتُ لذلك بما حصلتُ عليه من مؤهلاتٍ علميه مع

كفائتى التى وضعتنى فى المقدمه ، رغم صغر سنى إذ إنَّ

عمرى الآن لم يجاوز ال33عاما...

فابتسمتْ وشعرتْ بأنَّها قد حققتْ هدفها المنشود ، وأنَّ

فريستها على وشك الوقوع وبادرتْه: ولكننى قد تأخرتُ عن

منزلى وأنا من أسره محافظه..

فرد سامح: طيب ممكن تليفونكِ ؛ فربما وجدتُ امامى وظيفه

لكِ فى الشركه فيمكننى إخطاركِ بذلك..وبالمناسبه ما اسمكِ ؟

فردتْ بثقه: اسمى (جمالات ) وسأنتظر اتصالكَ فى التليفون...

وتوالتْ الاتصالاتُ بينهما فى التليفون ، ثم ما لبثتْ أنْ تحولتْ

إلى لقاءاتٍ عاطفيه أفصحَ كلٌّ منهما عن مشاعره للآخر

وبينما يجلسان فى النادى استأذنته دقائق لإصلاح مكياجها

فدفعه الفضولُ لفتح حقيبتها ، ليكتشف أنَّ اسمها ليس جمالات

وإنَّما اسمها(أمل )فانصرف وتركها ومازالتْ تتصلُ به تبررُ

ذلك بأنَّها لم تكنْ تتطمئنُ بعد له ، وأنَّها اطمأنتْ الآن

وأنَّها كانت ستُعلمُه بذلك ، ومازالتْ تصالحُه حتى رضى

بالأمر وسامحها...ثمَّ مرَّتْ شهور ، ووجدَ لها وظيفه مناسبه

فى الشركه لفتاه جامعيه مثلها ، ولكنها فاجأته بالكذبه الثانيه

وهى أنَّ تعليمَها ليس عالياً ولكنَّه متوسطٌ ، وأنَّها اضطرتْ

لذلك ؛ لتجدَ المبررَ للتعرف عليه... وبعد قليلٍ من الزعل

رضخ لتوسلها وسامحها... ثم استأذنها ؛ ليذهبَ إلى أخته

ليفضَّ مشكله بينها وبين زوجها....

ومرَّتْ شهورٌ أخرى وعرَّفته على بعض أصدقائها ...

وبينما يسيرُ فى الشارع إذا به يقابلُ أحدَ أصدقائها الذى

يفاجئه بالسؤال عن مشكلة أخته مع زوجها ، مع أنَّه لم يحكِ

لأحدٍ غيرها فهرب من سؤاله بلطفٍ ، وابتعد عنها فتره

وهى تحاولُ مراراً مصالحته ، وتوهمه بأنها لم تقلْ شيئاً

لهذا الرجل ، وتقسمُ له أنَّها لا تعرفُ رجلاً غيره - ولا حتى

صديق- ولم يسامحها إلا بعد أنْ عرف بأنَّ ذلك الرجل الذى

سأله عن مشكله أخته متزوج ، وعنده نصف دسته من

الأولاد ، وتناسى بالفعل سامح كذبتها الثالثة....

ومرَّتْ شهورٌ أخرى وكان على موعدٍ معها فى النادى بعد

انتهائه من عمله ، وبينما هى قد جاءتْ قبله وانتظرتْه ، فإنَّه

أراد أنْ يفاجئها من خلفها ، ووجهها إلى نهر النيل ، وإذا بها

كانت تتكلمُ على المحمول دون أن تدرى بأنه خلفها وتقول:

اوكى ياحسان أنا أحبُّ أسمعُ صوتكَ دوماً ...وأفرحُ من

سؤالكَ علىّ ..وأنتَ عزيز جدا عندى ....

ولمَّا أحسَّتْ بوجود سامح ارتبكتْ ، وهو يزمعُ الرحيل

النهائى وهى تبررُ بأنَّ كلامَها كان مجرد كلام عادى

لصديق....وبأنَّها لم تتصلْ به ، بل هو الذى اتصل بها وأنَّها

اضطرتْ للمجاملة ...ولكن سامح انصرف مبتعداً عن

دموعها المزيفة مثل دموع التماسيح ، وقال لها:

الوداع ياحبيبتى الكاذبة ....فالكاذبة لا تحب بصدق

أبدا...والكذب خيانة....

وأغلق محموله حتى لايسمع توسلاتها بالعودة...

وعاش وحيداً مع الأحزان يتجرعُ مرارة الحب الضائع....................

تمت بحمد الله تعالى

وداعاً حبيبتى الكاذبه ( قصه قصيره ) Get-10-2009-7ammil_mehk38tmsz

وداعاً حبيبتى الكاذبه ( قصه قصيره ) Get-10-2009-7ammil_me9e3w2g3s

شمس

» فساتين اسواريه قصيره بس اكتير نايس.......